خطرفات اللحظة الأخيرة لعاقلٍ... سابق

” الساخر كوم ”

وفي ذات صدقٍ .. خرجت من بيتي .. حاملاً ما تبقى من عقلي .. لعلي أستطيع أن أجد من يحمل عني عبء تساؤلاته الكارثية … فقد زادت نسبة ما لا أفهم حتى قاربت نسبة انتخاب الزعيم. فتأبطته متسكعاً ، وفي نهاية الشارع وجدنا – عقلي .. وأنا – رجالاً قد وضعوا كتاباً في قبو مظلم … فـتساءل عقلي لمـ…. فأطبقت عليه بكلتا خوفي … فأنا أعلم أن الإجابة لن تكون حروفاً .

وتركناهم ثم مضينا قدماً حتى أتينا على قوم ٍ في زقاق ٍ ضيق ٍ – لا يكادون يفقهون حديثاُ – قد وضعوا محابراُ على الأرض وأحاطوها بأسوار من الطوب والنار .. وخلف تلك الأسوار تناثرت الأقلام لا ترعف بقطرة.. فكاد عقلي يقفـز بي وسط النيران تساؤلاُ … فنشدته الله أن لا يكون – كعادته – سبباً في عودتي إلى حيث لا أحب… ولا يكرهون. فسكن.

أكملنا مسيرتنا التي يبدو أنها لن تنتهي على خير فأنا أورد هذا الطائش على الطوام ثم آمره أن لا ينبس ببنت فكرة .. وهو بعد تتقد في ثناياه جمرات الرفض وعناد الشباب… فصدق فينا قول القائل:

ألقاه في اليم مكتوفاُ وقال له **** إياك ..إياك أن تبتـل بالماء

وقريباً من الماء .. وقفت شجرة وحول الشجرة حراس بأيديهم شباك كبيرة تقتنص كل بلبل يقترب منها ، أما الغربان فليس لهم عليها من سبيل.

تركنا – بالطبع عقلي .. وأنا – الماء والخضراء والــ… غربان، و وصلنا إلى جمع من الشباب قد فُـتحت رؤوسهم وأفرغت ثم وضع في كل جمجمة كرة من المطاط .. وصورة، وقد ربط في عنق كل منهم ورقة نقدية زهيدة القيمة . وكان هؤلاء الصبية قد وضعوا رجلاً عليه سيماء الصالحين في السجن .. فلم أملك أن أمنعه أن يتساءل : ويلكم .. لماذا تحبسون هذا الصالح؟ قالوا : هو ما أُمرنا به!! .. قال : أي أمرٍ هذا؟؟ فإني سمعت أن محمداً عليه الصلاة والسلام قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه . قالوا : أما نحن فقال كبرائنا وسادتنا : إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته …. فاحبســـوه!!!! فمادت الأرض تحت قدمي .. وفرحت .. فقد كدت أفقد هذا المشاغب في رأسي .. ولكن هيهات فقد أفقت وهو ممسك بيدي ..نمضي سوياً .. وهو يقول لي بخبث : إن أردت الزواج فقد تحتاج إلي صحيفة سوابق ..)k

ابن رشد

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نحو الإنفراد بأمريكا .. أسامه يهادن أوروبا