أنا ... وليــــلى!!

” الساخر كوم ”

بسـم الله الرحمن الرحيم

الحاله تعبانه ياليلى .. قرش مافيش ..
إنتي غنية ياليلى … ونحنا دراويـــش!!

وليلى ” ذات الرداء الاخضر ” .. تسكن معي .. تنام في فراشي .. وتقاسمني رغيفي ، وإن كانت قسمتها ضيزى فمن الحب ما قتل ;).
وهي غنية ، بل هي أكثر من ذلك ، وهي تعلم بأن لي في مالها الوفير نصيباً مفروضاً غير أنها تقول أنها لن تؤتي السفهاء أموالها فهي لم تانس مني بعد ..”رشداً”.

لكن ما يضحك الجالس على قبر أبيه لم يأت بعد .. فليلى تحب فعل الخير لدرجة أنها تؤثر الغير على نفسي مع أن بي من الخصاصة مالا تجهل ، وهي تقول – معللة ً- بأن ذلك جزء من استراتيجية بعيدة المدى لحمايتي أنا وإخوتي بطريقة غير مباشرة .. ونحن قضينا ضحكاً ونحن نحاول إفهامها بأن الخطر المحدق بنا هو أننا قد نموت ” فقراً” .. وهو قريب المدى ومباشر جداً:p .

وليلى ذات حسٍ جمالي عالٍ .. فهي تهواني مشوق القوام .. ميّاس القد .. وترى أن حسبي من المال قريشات يقمن صلبي .. ولا ترى لازماً لشراء حزام جديد لي ، فهي تعتقد أن على أن أحافظ على مقاس خصري مناسباً لمقاس حزامي الذي يجب أن أبقيه مشدوداً وإلا قامت هي بذلك)k .

ولأني أصبحت أملك من الإحساس باليأس – هذه الكلمة خذوها على عاهنها فأنا في الحقيقة لا أملك شيئاً..كل شيء لليلى – ما يكفي لأن أكف عن مطالبة ليلى بكل شيء .. ولأن ليلى لم يعجبها شعري الأسود ولا عيناي الغبراوان فهي لا تتركني أعمل في قصرها فمظهري يؤذي ذوقها الذي يفضل الألوان الأكثر ابتهاجاً)k .. ولأني أصبحت أشتري البطيخ من السوق السوداء – وهي للقلة الذين لا يعرفونها تقع أمام أي جامع ، فإن لم تجدها فاعلم بأن حراس ليلى قد أزالوها حفاظاً على الصحة .. ولا تسألني صحة من ؟؟!- أقول من أجل كل هذه الـ” لأنـ ” ــات ، قررت الخروج من قصرها والعمل لدى آخرين لكنها أبت واستكبرت وأرعدت وأزبدت وشجبت واستنكرت سوء ما سولت لي نفسي من أمر منكر ، فكيف يتحدث الناس بأنني أنا المحسوب على ليلى أعمل عند غيرها .. وأنا مشفق على ليلى أن تدخل النار فيّ إن أنا مت ، فهي حبستني لا هي أطعمتني ولا تركتني آكل من خشاش الأرضh* .

وهي غريبة عجيبة .. لا يشبهها سابق ولا أظن أنه قد يدركها لاحق .. فليلى متدينةُ في حقوقها ، ” صايعة ٌ” في واجباتها . فإن حدثتها نفسها بأمرٍ تريد به أن تتقرب إلى ” الملأ” -إياهم- عرضت علي محكم الكتاب ومتشابهه .. وصحيح السنة مع موضوعها .. وأقامت السيف بينهما ثم أوقفت لي سلاسل من تابعيها تجرني إن خطرت لي خاطرة تمنـّـع إلى جهنم وبئس المصير .فإن رأت في أمرها بعد ذلك رأياً وشاءت الرجوع عن ما اقترفت “إيديها الطويلة” لم تعدم صاحب “فضيلة” يصلح ما أفسده البقر:ss: .

ولكن وللإنصاف .. فليلى لها بعض الحق في “بعض” ما تفعله بي .. فأنا مصاب – حسب رأيها – بداء يسمى متلازمة الغباء والفقر المزمن ، وهو داءٌ لو تعلمون عظيم . ولأنها حرصت على شفائي منه وقلبت بطون الكتب بحثاً عن ذكرٍ لهذا الطاعون في أمهات كتب الفلك والشعر والجغرافيا، فقد أكرم الله تعبها بأن وجدت رأياً لطبيب لا أشك الآن في أنه ربما كان عميلاً لها قطع به كل أمل في شفائي إذ قال :
لكل داء دواء يستطب به *** إلا الحماقة أعيت من يداويها
وأنا أعييتها .. وهي أفنت مالها .. وأبلت شبابها .. في محاولة لتحويلي إلى شيء مفيد في قصرها ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل – ولله الحمد -فما عاد لها مفر من الحل الأخير الذي أوصاها به سيء الذكر صاحب المواعظ والحكم والعنتريات التي لم تفلح في تمكينه حتى من أن يكون رئيس بلدية :
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً *** وحسب المنايا أن يكن أمانيا
وأنا لم أتمن الموت عليه من الله ما يستحق ولكنه نفوذ ليلى الذي وصل إليه قبل أن يصل إليه ملك الموت.
وأنا هنا أحذر ليلى وكل اتباع ليلى ومن يكرهون ليلى .. ومن لا يحبون ليلى .. فأنا حتى تاريخه لم أجد من يحبها.. أحذرهم من قتلي لإنهم إن فعلوها فلن تجد ليلى ما يبرر لها … الوجود)k .

ابن رشد

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نحو الإنفراد بأمريكا .. أسامه يهادن أوروبا