أدوات مكتبيه .. دول صديقة.. وتاريخ

” الساخر كوم ”

بــسم الله الرحمـــن الرحيــم

صغيراً كنت .. ومرعوباً حد الهلاك من منظر الإبرة في يد الممرضة السمينة ..وهي قرأت في عيني كل رعب الدنيا فقالت تهون علي الأمر : ” ما تخافش يا حبيبي .. دي زي شكة الدبوس !” وظلت شكة الدبوس بعدها شاهداً على عضدي الأيسر حتى الآن ، شيئاً لا يشبهه إلأ أختامنا نطبعها على أفخاذ الإبل بما يشبه الـ ” Brand Name”.
ثم إن بعضهم ظن أني أوتيت من العلم ما أغراه بملازمتي فاستفتاني هذا البعض عن ديكارت .. فأفتيتهم مشكوراً – عفا الله عني – بأنه كان دبوساً ، فرفع أكثرهم جدلاً عقيرته قائلاً : فأين الدليل ؟؟ فأجبته بديمقراطيتي قائلاً : ألا تقراً في مصنفاته :” أنا أشك إذاً أنا موجود “.. أوجعوا أخيكم ضرباً عظم الله أجركمg* .

ومن نافلة القول أن أكثر ميزة للدبابيس هي ” الشك ” .. ولكن ولأن الدبوس ليس ماكينة حلاقة بلاستيكية فهو ” يشك ” أكثرمن مرة بل وربما الشخص نفسه .. وهو يكتفي بعمله هذا إذ أنه لا يحسن سواه.

كما أن الدبوس على علاقة وثيقة بالمثقفين والأوراق .. ووثيقة لا تعني بأي حال من الأحوال أنها حسنة ..بل إن بينها وبين الـ” حُسن ” مثل ما بين تصريحات قادة العرب العلنية وتعهداتهم السرية.وهم يمارسون هذه العادة ” السرية ” بالرغم من معرفتهم بأضرارها على صحة كراسيهم ولكن الأعمى لا يدرك طلوع الصباح في غيبة الديكة.والمضحك أن الديكة يظنون أنهم بصياحهم قد يقضون مضجع أولياء نعمتهم فيلزمون الصمت حتى وإن أصبحت الشمس في كبد الــ” ـخليج”.

والدبوس مولع بصحبة كل ما يمت للثقافة بصلة .. فلا تكاد ترى ورقة إلا وقد “شُك” في كتفها دبوسٌ ولا يستثنى من ذلك إلا أوراق النقد .. ربما لانعدام الصلة بينها وبين المثقفين:p .

والدبوس له رأس .. لكنه بلا عقل ..وهذا لا يعني أن هناك شيءٌ شخصي بيني وبينه :D: .. كل ما في الأمر أن هذا هو واقع حاله. عموماً هو لا يحتاج إلى ذلك المركب في أعلى كل منا ( كما أن كثيرين لا يعلمون أنهم يملكونه وهم يستخدمون ما حوله كدفاتر مذكرات لتعينهم على تذكر الطماطم والبطاطس عند التسوق أو كيفية توزيع الراتب على الفواتير).وهو لا يحتاج إليه إذ أنه لا يد له في أي عملية “شـك ” ولا قدم ، هو فقط يحتاج إلى من يضعه في الإتجـاه المطلوب ثم يدعمه بقوة كافية ليتحقق المراد من رب العباد. وهو كما نعلم جميـعاً إختراق الأوراق وحفظها إلى جانب بعضها ليسهل الحصول عليها عند ” الرغبة”)k.

والدبابيس أنواع ..فهناك دبابيس صغيرة ليست ذات أهمية توضع في بعض الملفات القديمة وتترك لكن قد يتم الإستعانة بها في حال زادت الأوراق المطلوبة أو حدث نقص في عدد الدبابيس.

وهناك الدبابيس الكبيرة التي تحتاجها لضبط المذكرات المتعددة الأجزاء وهذا النوع يتم استيراده من بعض البلدان الشقيقة التي عرفت بإنتاج أفضل أنواعه.

أما أهم الأنواع فهي ” المــلازم ” – وهي جمع ملزمة وليست مفرداً لأي “نيلة”:we: – وهي خامات محلية من أرض وطننا ولكنها ترسل للخارج حيث تصقل ويعاد تصنيعها في إحدى الدول الصديقة – جــداً – والتي عرفت بقدرتها الكبيرة على إنتاج وصقل هذه الفصيلة النادرة من الــ “دبابيس” ، غني عن القول أنها في هذه المرحلة لا تسمى دبابيسا ولكننا نقول ذلك مجازاً.

معروف أن المكتبات هي كهوف العلماء و أن هذه المكتبات قد قلبت تاريخ الكثيرين الذين استفادوا من كتبها ومخطوطاتها .. بعض الأدوات المكتبية قد تقلب تاريخك .. الحقيقة أنها قد تلغيه تمــــــــــــــاماً:nn .

ابن رشد

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نحو الإنفراد بأمريكا .. أسامه يهادن أوروبا