وسوسة في ضيق ذات " الوطن"..

” الساخر كوم ”

بـسـم اللـه الرحـمن الرحيــم

يوسوس الواقع لي بأنني غريب..
وأنني مسافرٌ … مريب..
وأن لا محطة .. تقبل بي..
وأن كل الناس .. في طلبي..
وأنه عما قريب…
قد يصدر السلطان مرسوماً..
متوّجـــاً بخاتم الصليب..
يقضي بنفيـي دونما إبطـــاء..
عن عقلي …. السلـيب.

وطن يساق إلى المقصب .. يقتطع منه في كل يوم أرطالاً لتقدم لـشايلوك الذي لم يقرض أحداً هذه المرة . وقد كان في بلفور أسوة حسنة لمن يعطون مالا يملكون للذين يمتصون كل قطرة مطر قبل أن تصل إلى الأرض .. فهم دائماً في الأعلى. ولكي لا يجد هذا المتساوي بأسفلت الطريق وقتاً لرفع رأسه للأعلى يستحسن أن يرفع عنه عبء حمل هذا الرأس كلياً .

ريالاته التي تحفظ له بقية ماء وجه ورثه عن أجداده الذين مزق أحدهم بساط كسرى بحربته رأى فيها القوم مغنماً ، و”ذميٌ” يتقاضى راتب عائلة كاملة الدسم يعفى من كل الرسوم . وهو من يضرب تاريخه في أعماق الأرض والحضارة يسكن في وطنه بالإيجار ومن آتى من خارج الجغرافيا والتاريخ يسكن في ملكه إلى جنبه .

يقضى هذا المتحدر من أعرق سلالات البشر سنوات لا تقل عن العشرين انتظاراً لكرامة تهبط من السماء أو معجزة أتى بها الدعاء في الليل البهيم ليحصل على قطعة أرض في وطن تمثل نسبة ما هو معمور منه أقل من ربع مساحته، ربما لكي يتخذها قبراً. وتباع مؤسساته وشركاته وحتى موانئه لمن يدفع أكثر ? فإن رفعنا حواجبنا متسائلين ظهر على مرأى من كل البشر مسئول ” لم يسأله أحد منذ ولدته أمه ” ليـنـتـشلنا من بئر جهلنا مغرداً : هي الخصخصة يا متخلفين!!.

خصخصة تبيع مستقبل أبنائنا – نحن سلمنا بأن لا مستقبل لنا- لمجموعة من المتنفذين والتجار أثبتوا بكل براعة أن الإنسان هو العنصر الوحيد المستثنى من اهتماماتهم . والبلاد بالتأكيد ليست بالنسبة لهم إلا محطة للتزود بالمال في الطريق إلى بلد أكثر فرصا ….. و”أوادم”!!

مواطنون ليس لهم من المواطنة إلا وزرها .. أما ثوابها فيذهب لكل أحد لا يشبه هذا التراب ولا يعرفه هذا الهواء. يطلب منهم التبجيل والتقدير … والتأليه .. مقابل ماذا ..؟؟؟؟ مقابل أنك مواطن .. ! وماذا يعني هذا ..؟؟ يعني أنك لا تفهم ؟؟! ومالجديد في ذلك فالمواطن الجيد هو المواطن الذي لا يفكر .. هو من يظن أن علة خلق الرأس هي الطاقية … وعليه فأنا مواطن صالح لمدة 10 سنوات من تاريخ اصدار البطاقة فيما لو لم تروا في رأيا آخر خلال هذه العشر العجاف.. ولا أطالب بأي حق تخيلته أو وسوست لي به الفضائيات وشياطين الانترنت .. أسأل الله المغفرة.

كلما نسفت أشلاء أجنبي ولولوا عليه وأقاموا ليالي المآتم التي لا نحلم بإقامتها في أفراحنا .. وقالوا يا لسنة محمد .. قد قتلوا صاحب ذمة .. وعندما ينسف هذا الذمي في شوارعنا كل أسس الأمن والأمان لاختلافه مع ذمي آخر على حصص بيع الخمر في أرض الحرمين تكون الشفاعة في درء حد الحرابة من صلاحيات الوالي وبالتأكيد للمصلحة العامه . ما هذه الذمة التي وسعت كل ملل الخلق وضاقت عنَا ؟؟؟ أم أن هذه الذمة للإستخدام الأجنبي فقط ؟؟ . كيف يسكن ” الذمي ” في فيلا – تمرح فيها الخيل – بينما تقوم بيننا وبين الفئران معارك وجود على مساكننا؟؟ كيف توفر له المسابح بمياه أعذب من المطر في قلب الجزيرة تجر من كل بحر .. ونحن على الشطآن قد تكلّست أجسادنا ؟؟ وعلى بيوتهم حراس …. ياولدي!!.

أياً كان من قتلهم فهو ربما أخطأ الهدف …… فمن الذمي فينا؟؟

ابن رشد

Archived By: Crazy SEO .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

نحو الإنفراد بأمريكا .. أسامه يهادن أوروبا